إيمان مرسال
خبر الطائرة التي تعطّلت على المدرّج، سوء الحظ ولعب الاستغماية مع النوم وعقارب الساعة ولصوص الهوية المحتملون. عجوزٌ أمامي يحتضن عصاه في امتنان سيشقّ البحر والخلاعة تربّت على كتفي كلما غفوتُ. كرسيّ في مطار في عاصمة ليست في منتصف المسافة، وأخيراً: "تمّ إصلاح العطل وسنطير، ابتهجوا". نملةٌ في السماء بدوْنا لطفلٍ يجلس على شاطئ عسى أن تنخدع سمكةٌ في صنّارته، والجوع، لماذا أبذر قمحاً في أرضٍ لا أملكها؟ وامرأةٌ تنشر قميص زوجها في شرفة ظنّت الطائرة طائراً خلف السحاب فسقط منها مشبكان على الأرض، والجوع مرةً أخرى: "كيف يتغاضى المرء عن نفسه؟"، وحمّامٌ فوق سماء القاهرة، والقاهرة من الشبّاك علب كبريت تحت رماد. أمامي مرآة ترك المسافرون وعثاء السفر على ساحتها، والكحل، وغسل الأسنان بالفرشاة والشجاعة، وربط الأحزمة، والنزول إلى "ادخلوها بسلامٍ آمنين"، وختْم الضابط، والدولة، والأثقال، وأنت تنتظر، وأنا أبدأ وصولي الأكثر خيبة إلى ما لا أريد.
من "حتّى أتخلّى عن فكرة البيوت"، دار شرقيات بالقاهرة ودار التنوير ببيروت. ٢٠١٣.
من "حتّى أتخلّى عن فكرة البيوت"، دار شرقيات بالقاهرة ودار التنوير ببيروت. ٢٠١٣.