Saturday 29 December 2012

من النافذة

                                    

من الممكن أن تميّز الشخص الذي تحطّم من قبل
الشخص الذي بعد أن تحطّم نجحوا في تثبيت ظهره أو ربط عنقه بالكتفين،
من وقفتك هذه، تشرب القهوة وتتابع العابرين،
قد تخمّن شكل الشريان الذي نقلوه من معصمه إلى قلبه، أو تلمح
لمعان المسامير التي استوردوها من أجل الرّكبة.
 سترى بوضوح إخلاصه لخطوته،
بطيءٌ ربما
ويمشي عادةً في خطٍ مستقيم
لن يلتفت نحوك فترى عينيه؛ إنه مغلقٌ بإحكام.

 الأمر سيكون أسهل مع شخصٍ تبعثر من قبل؛
الشخص الذي تبعثر من قبل عادةً ما يتلفّت حوله، كأنه
يبحث عن جزءٍ ما زال ضائعاً منه
وقد يبدو في التفاتته حلواً جداً لأنهم ألصقوه بالصمغ
أومرّاً بعض الشيء لأنه يبالغ في إضافة الغراء ليسدّ فجوةً بين عضويْن.

لا أظن أنك من خلف زجاج النافذة، يمكن أن تُدرك هؤلاء الذين تمزّقوا من قبل
لا شيء يميّزهم في الحقيقة!
أقصد، ربما كلٌ منهم لا يشبه إلا نفسه
مثل ملصقات مختومة تم نزعها من أغلفة المظاريف
وانتهت عند هواة جمع الطوابع.